watermark logo

المسلمون الملاذ الأخير- كن عزيزاً بإسلامك [4]

3 Views
eyadqunaibi
eyadqunaibi
04/08/24

أولاً: هل البشرية بما وصلته من تقدم بحاجة إلى دين ظهر في الجزيرة العربية؟
إذا كنت لا زلت تتساءل هذا التساؤل، فاعلم أنه منطق فرعون الذي لما جاءه موسى بالهداية قال: (يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون (51) أم انا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين (52)) (الزخرف).
كان فرعون متقدماً صناعياً وعمرانياً على موسى، وكان بأمرٍ منه تبنى الصروح: (يا هامان ابن لي صرحا). ولك أن تتصور ما احتاجه ذلك من مهندسين وعمال وغيرهم.والأهرامات تشهد لعظمة ملكه وملك الفراعنة الآخرين.
قوم نبي الله هود كانوا متقدمين حضاريا حتى قالوا: (من أشد منا قوة) وقال لهم نبيهم: (أتبنون بكل ريع آية تعبثون () وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون)..يتفننون ببناء الأبنية المحكمة الباهرة في المناطق المرتفعة عند الطرق المشهورة، وفي بناء البروج المشيدة.
وقوم صالح عليه السلام قال لهم نبيهم: (وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين)...قال ابن عابس وغيره: يعني حاذقين..يعني متقنين لنحتها ونقشها.
لكن، بعد أن ذكر الله تعالى حال هؤلاء جميعاً وغيرِهم قال: (أفرأيت إن متعناهم سنين () ثم جاءهم ما كانوا يوعدون () ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون)..آية كالسيل الذي يجرف هذا الحضارات الخاوية عن وحي ربها.
حال البشرية اليوم كحالها أيام فرعون:
هو وهامان وقارون وطغمة متنفذة استفادوا سياسيا واقتصاديا وعسكريا،
فئة تابعة عاشت في رفاهية،
وبقية مستعبدة ذليلة تعاني،
وأناس منبهرون يقولون: (يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم)،
ويضرب فرعون على وتر التفوق الحضاري فيتأثر المغفلون: (فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين).
فِسقٌ أن تقاس الأمور باستطالة البنيان ويَنسى الإنسان ما خلق له.
فسق إذا ظننا أنه ما دام الإنسان وصل القمر وأعماق المحيطات واخترع الاختراعات فلا حاجة له بهدايةٍ ربانية تصون الإنسان وتكرمه وتصلح دنياه وآخرته.
إن كان المقياس دنيويا فقد رأيت ما تعانيه البشرية على الرغم من التقدم التكنولوجي الباهر، ورأيت علو المادة وسفول الإنسان وانحطاط قيمته.
لكن مع ذلك أنت مسلم، مقياسك ليس دنيوياً. شعارك ليس (نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر)..
بل أنت تعبد رباً قال: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).
إذا شككت في حاجة البشرية إلى الإسلام فاسأل نفسك: هل نجح أعدائي في تحقير الإسلام في حسي عبر الأساليب التي ذكرناها؟ هل نجحوا في أن يجعلوني مهزوماً نفسياً أراهم عظماء وأرى ديني لا شيء ؟! بل: هل نجحوا في قلب نظرتي ومعاييري فأصبح مادية صرفة؟!
هل تقول في نفسك: لماذا نفترض أن الإسلام بالذات هو القادر على إنقاذ البشرية؟
ومَن غير الإسلام بوحيه المحفوظ؟ عندما تضل البشرية بالشكل الذي رأيناه، وتتخبط في القيم والأخلاق والتشريعات، ولا تفلح في تنظيم علاقة الفرد بنفسه ولا علاقته بربه ولا علاقته بالآخرين، وتتيه في هذا الظلام...( مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاءٍ ۖ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71)).
عندما يوكل الإنسان إلى نفسه فينطبق عليه:
إذا لم يكن من الله عون للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده.
من غير الله القائل: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).
من غير الله القائل: (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا (28) ) (النساء).
لما ترى كيف مالت البشرية ميلاً عظيماً بفعل أتباع الشهوات تعلم فإنك لا ترى غير هداية الله حبلاً ينتشلها من هذا المستنقع...حبلاً من الله الذي شرع ما شرع تخفيفاً على الإنسان الضعيف لئلا يضل ولا يشقى.
هل ترى أن الخلاص في قيم الحرية والمساواة والإنسانوية والاتفاقيات الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية جنيف لحقوق الأسرى والأمم المتحدة ومجلس الأمن؟
رأينا مراراً كيف أن هذه الشعارات كلها والهيئات كلها حين انقطعت عن الوحي وتُركت لأهواء البشر أصبحت هي مصدر شقاء البشرية وألعوبة بأيدي المتنفذين.
من غيرُ الإسلام بوحيه المحفوظ ينقذ البشرية؟

Show more

0 Comments Sort By

No comments found

Up next