لا تسقط من السماء !- كن عزيزاً بإسلامك [1]
سلسلة جديدة في موضوع مهم جداً. اسمعوها بعناية يا كرام وانشروا بارك الله فيكم.
_____________________________________________________
لا تسقط من السماء...سماء الإيمان إلى وديان الكفر..
قد تظن أن الكلام لا يعنيك. لا، بل سترى أننا جميعاً في أمس الحاجة لهذا الكلام.
- لماذا الحديث في هذا الموضوع؟
1. حتى تقدر نفسك وتدرك نعمة الله عليك بالإسلام وتكونَ مصدر بهجة واعتزاز.
2. حتى تدرك المسافة بين الإيمان والكفر، فتحذر كل الحذر من السقوط من قمم الإيمان العالية إلى وديان الكفر السحيقة وأنت لا تشعر.
قال الله تعالى: ((وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ)) (الحج)...هذه هي المسافة الحقيقية. وهكذا نريد لك أن تراها قبل أن تغفل فلا تبصر هذا الفارق إلا في الآخرة بعد فوات الأوان.
3. نتكلم عن الفرق حتى ترى قبح الكفر فتذوق حلاوة الإيمان، وبضدها تتميز الأشياء. فنبينا صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان)، الثالثة: (وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يُقذف في النار).
4. نتكلم عن الفرق لترى الأساليب التي يستخدمها أعداؤنا لتحقير نعمة الإسلام في نفوسنا وفي المقابل تزيين الكفر وتسميته بأسماء مضللة، ليدفعونا دفعاً إلى الكفر. وستستغرب عندما نستعرض معك أساليبهم تلك في نسق واحد.
5. اخترنا هذا الموضوع لأن الفرق بين المؤمن والكافر والإيمان والكفر هو من أكثر المعاني وروداً في القرآن. فإذا لم تكن هذه المسألة واضحة ومتقبلة نفسياً عندنا فنحن نحرم أنفسنا من هداية القرآن. واخترنا رمضان توقيتاً لهذه السلسلة لنقرأ القرآن كله ونحن نتلمس هذه المعاني فنحس وكأننا نقرأها لأول مرة.
6. نتكلم عن الفرق لتدرك حاجة البشرية إلى الإسلام، فأنت ممن قال الله لهم: (كنتم خير أمة أخرجت للناس)، للناس...لأجلهم، لأجل خيرهم في الدنيا والآخرة.، أنت مِن أمة مَن أرسله الله رحمة للعالمين. وهذه ليست مهمة تطوعية، بل إذا تخلينا عنها عانينا ذل الدنيا وعقوبة الآخرة.
7. نتكلم عن الفرق لتصحيح مفاهيم المسلمين الذين يظنون أنه يجوز لهم أن يستحلوا أموال غير المسلمين ويغدروا بهم، وهم بذلك ينفرون الناس عن دين الله تعالى، ولا يدركون كم أنكر الله عليهم وتوعد من يفعل فعلهم.
8. نتكلم عن الفرق لأن من بني جلدتنا من يُصَدَّر ويلمع في الإعلام ليدمرنا نفسيا ويحقرنا ويخلط الأوراق علينا ليخذلنا عن دعوة الأمم إلى الإسلام، بل ويدعونا إلى مجاملتهم في دينهم ودفع أولادنا لحضور شعائرهم. كهذا الذي يقول لسائلة مسلمة تعيش في بلد غربي:
9. نتكلم عن الفرق لأن مكر أعدائنا نجح في جعل كثير من أبناء المسلمين يكره هويته الإسلامية ويتنكر لانتسابه لأمته، بل ويكره هذا الدين الذي أوهموه أنه سبب تخلفه، فوقع بعضهم في حبائل الإلحاد أو العمالة.
10. نتكلم عن الفرق لأن موقفنا من الأمم الأخرى وقع فيه إفراط وتفريط: تفريط من مسلمين انهزموا نفسياً وحضارياً أمام الأمم الأخرى، وفي المقابل إفراطٌ بحيث أن القهر الذي نعانيه جعل بعضنا يعامل باقي الأمم معاملة واحدة، دون تفريق بين محارب خبيث ماكر يصد عن سبيل الله ويريد استعباد الشعوب من جهة، وفي المقابل جموعٍ من غير المسلمين هم ضحايا لهؤلاء الخبثاء، يعانون منهم كما نعاني. ونحن كمسلمين دورنا إنقاذهم وإخراجهم من عبادة العباد إلى عباد رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخر، فينبغي أن نشعر بالرحمة والإشفاق عليهم.
11. نتكلم في الموضوع لنحقق التوازن، فلا نكون ممن وقعوا في الغلو وتكفير المسلمين بغير حق، وفي المقابل لا نكون ممن امتنعوا عن الحكم على الكافر واضح الكفر. والطرفان مذمومان متخبطان...(أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صرط مستقيم).
12. نتكلم عن الفرق لأن هذا الموضوع يُتناول عادة تناولاً عاطفياً تحت تأثير الضغوطات والعقد النفسية والصور النمطية التي تكرست في أذهان المسلمين عبر عقود طويلة، فتنشأ معارك كلامية يضيع فيها الحق بين الطرفين، ولا ينتبه كثيرون إلى أنهم يقول كلاماً خطراً جدا على عقيدتهم قد يخلعهم من دينهم وهم لا يشعرون...
13. نتكلم عن الفرق لأن كثيرا من الناس أصبح يقول أقوالاً كفرية ويعتقد اعتقادات كفرية، ولا هو ولا الناس من حوله يقدرون حجم هذا الخطر وتبعاته. فترى من يسب الله تعالى عند الغضب أو الضجر، ومع ذلك تبقى زوجته المسلمة معه وتعيش معه بالحرام، ووالداها وإخوانها وأهلها يعلمون ولا يفرقونها عنه، وتنجب أولاداً منه يتسمون باسمه وهم من حرام.
14. نتكلم في الموضوع لأننا وصلنا مرحلة من غربة الإسلام وتشوه المفاهيم أن من يقول هذا الكلام يقابَل باستهجان من أناس عندهم عقدة نفسية من كلمة كافر بكل أشكالها، فنحتاج أن نوقظ هؤلاء الغافلين، ونحتاج أن نثبت أهل الحق ونشد على أيديهم.
15. نتكلم عن الفرق بحيث بعدما تتضح لك المفاهيم تحب القرآن كله، ولا يعود في صدرك حرج من شيء منه، بينما كنت من قبل إذا قرأت آيات تأمر بالغلظة على الكفار يحيك في نفسك شيء.
16. نتكلم عن الفرق لأننا نمارس أخطاء تربوية تحقر الإسلام في نفوس أبنائنا ونحن لا نشعر ولا نرى الرابط بين الأمرين أصلا.
17. أخيراً، نتكلم في هذا الموضوع حتى تعلم عظمة كونك مسلماً، فلا ترضى لنفسك إلا بمعالي الأخلاق التي تناسب وصفك بالمسلم.
_____________________________________
-
Category
No comments found